قصه مشوقه
المحتويات
عاوزة مصلحتك هديكي أزازة الدواء و إنت عارفة
هتعملي بيها إيه...
أومأت لها هانيا بالموافقة و هي تشعر بشيئ
بارد يوضع في يدها و صوت فاطمة يرتفع
من جديد ليملأ أذنيها و عقلها..
خذي...و يلا عشان تعملي اللي قلتلك عليه
و متقلقيش دي حاجة بسيطة مفهاش أي خطړ
يلا بقى قبل ما الحفلة تخلص .
دفعتها إلى الأمام تحثها على السير لتخفي
و هي تلتفت حولها پخوف شاتمة فاطمة
في سرها ثم سارت لتدلف القصر بحثا
عن أي فتاة تسأل عن مكان الحمام لا تعلم....
تاركة فاطمة تضحك بانتصار فهاهي
أخيرا على وشك تحقيق ما حلمت
به منذ سنوات غافلة عن ذلك الذي كان
يختبئ وسط الظلام يتابع ما يحصل
مخالبه و ينقض على فريسته....
بعد دقائق تلقت رسالة على هاتفها تخبرها
فيها هانيا بأن تأتي على الفور لأن هناك
من صعدت إلى جناح صالح حتى تصلح
زينة وجهها في الحمام...أسرعت فاطمة
بخطوات مدروسة نحو الأعلى...طرقت باب
الجناح بخفوت ثم دخلت تبحث عن تلك السيدة
باحثة عنها و التي لحسن حظها وجدتها في الحمام
إبتسمت لها و هي تقف أمام الباب دون أن
تدخل..
أنا آسفة حضرتك بس شفتك ډخلتي هنا
بالغلط...اصل دا جناح صالح بيه حفيد
عزالدين بيه صاحب القصر و لو حضرتك
بتدوري على الحمام ففي إثنين تحت عشان
الضيوف .
لتلملم اشياءها و هي تتمتم باعتذار..
أنا آسفة مكنتش عارفة بس اصل في.....
قاطعتها فاطمة بسرعة قبل أن تنهي كلامها
قبل أن تندفع إلى الداخل..
حضرتك أنا ممكن اساعدك عشان ننزل بسرعة
أصل صالح بيه لو شافنا هيزعل عشان هو
مش بيحب إن حد يدخل جناحه .
أنا هروح و أعتذرله رغم إن أنا مش غلطانة
أصل في ست تحت باين إنها شغالة هنا و تعرف
القصر كويس هي اللي وصفتلي الجناح بالضبط
و كمان مكان الحمام...
تحدثت فاطمة بصوت منخفض مدعية القلق..
لا مفيش داعي حضرتك أنا من رأيي بلاش
تكلميه اصلا دي حاجة بسيطة و مش مستهلة
ترتاحي أنا هبقى أقله متقلقيش و على فكرة أنا بشتغل هنا في القصر ....
رمقتها السيدة بنضرات تقييمية قبل أن تحرك
راسها من جديد بالايجاب و يبدو أنها قد
إقتنعت بكلامها فهي في الأصل كانت ترغب
في إصلاح مكياجها بسرعة حتى تغادر إلى حفلة أخرى لذلك لا داعي لتعقيد الأمور اكثر....
إرتدت حقيبتها ثم خرجت لتستغل فاطمة
فرصة وجودها و تدس علبة الدواء الثانية
في أحد الأدراج ثم خرجت بسرعة تتبع تلك
السيدة حتى تدلها على الطريق.....
في الأسفل كان الجميع مستمتعين بالحفل
الذي كان فرصة جيدة لبعض رجال الأعمال
حتى يتشاركوا أعمالهم و صفقاتهم بينما تنافست السيدات على التفاخر بما يمتلكن من مال و
ثروة كحال جميع الحفلات الخاصة بالاثرياء
حتى جاءت اللحظة الرئيسية ليمسك كامل
بالميكروفون و يلقى خطابا قصيرا يشكر فيه
جميع الحاضرين على حضور حفل خطوبة
إبنه مبديا فرحته البالغة بهذا الحدث السعيد....
إنتهى من كلامه لتتعالى الهتافات و التصفيقات
من الحاضرين وېصرخ الشباب الحاضرين من أصدقاء العريس بينما تقدم هشام ووفاء حتى
يتبادلا خواتم الخطوبة و يقطعا الكعكة العملاقة
حتى إنتهى الحفل بعد ساعة أخرى و غادر
الجميع و لم يتبق سوى بعض العمال الذين
كانوا ينظفون حديقة القصر و يزيلون مظاهر الزينة بهدوء ....
في جناح فريد.....
إنتهت أروى من تغيير ملابسها بصعوبة
حيث كانت تشعر ببعض الإرهاق و الصداع
من ضجيج الحفل بالإضافة
إلى عوارض الحمل التي بدأت تزداد يوما
بعد يوم...إرتمت على السرير بتعب و رفعت
فوقها الغطاء حتى تنام و قبل أن تغمض
عينيها شعرت بانخفاض الجهة الأخرى من
الفراش... مرت ثوان و قليلة قبل أن يسحبها
فريد لتنام بين أحضانه كما يفعل كل ليلة
تجاهلته كعادتها دون أن تحدثه أو تبدي أي
ردة فعل تاركة إياه يفعل ما يشاء بينما كان
أنا عارف إنك تعبتي أوي النهاردة..إيه رأيك
أكلملك الدكتورة عشان تكتبلك على شوية
مسكنات....
لم يتلق منها إجابة لكنه لم رغم ذلك لم يتوقف عن الحديث فهو تقريبا تعود على تجاهلها له..
طب أجيبلك حاجة دافية تشربيها ممم
أنا بقول أعملك مساج عشان يرحلك عضلات
جسمك....
تواصل صمتها و تواصل إلحاحه ليضيف..
حبيبي مش كفاية خصام بقى...وحشني صوتك
و ضحكتك... و هزارك حتى لوجي مبقتيش
تهتمي بيها زي الأول...رجعت يتيمة من ثاني .
تنحنحت لتنظف حلقها قبل أن تنبس بنبرة
جامدة..
خليها تتعود على غيابي من دلوقتي عشان
متتعبش بعدين....
إنتفض فريد من مكانه ليرفع معه الغطاء مما
جعل أروى تتأفف بضجر مردفة..
فريد أنا تعبانة و عاوزة أنام...و مش عاوزة
أتكلم في حاجة....حكايتنا وصلت لنهايتها
خلينا ننفصل بهدوء و من غير مشاكل و أنا
مش عاوزة منك حاجة غير إبني...
توسعت
عينا فريد و إحمر وجهه من شدة
الڠضب ثم صړخ پجنون..
إنت بتخرفي بتقولي
إيه...عاوزة تسيبيني
إستوت أروى بصعوبة في مكانها ثم
نظرت نحوه بلامبالاة قبل أن تشير بيدها
قائلة..
مالك إتحولت كده...كأنك أول مرة تسمع
مني الكلام داه..
رفع إصبعه نحوها محذرا إياها..
أروى... حاسبي على كلامك و متنسيش
أنا مين
أروى بسخرية..
هتكون مين يعني جوزي اللي هيبقى بعد
أيام طليقي...
كتمت تأوها عندما امسك فريد بخصلات
شعرها ليجذبها نحوه مهددا..
لسانك الطويل هيجي يوم و يتقص خلي
بالك .
دفعته بقوة و هي تهدر پغضب مماثل بعد أن فاض
بها..
لا و الله و فاكرني هخاف منك عشان مليش
حد... لافوق و صحصح معايا أروى الهبلة اللي
فاكرها جارية عندك خلاص بح... ماټت و جت
واحدة جديدة مستعدة ټحرق الدنيا كلها
علشان خاطر إبنها...انا زمان كنت بعدي و بسامح
بمزاجي مش ضعف مني زي ما إنت فاكر
دلوقتي سيبني أتخمد أنام عشان بجد زهقت
فاض بيا و مبقاش عندي حاجة أخسرها....
كان صوته هادئا للغاية عندما سألها..
يعني مصممة .
أخذت أروى نفسا عميقا قبل أن تنفثه تدريجيا
محاولة تهدأة نفسها...ثم أزاحت باقي الفراش
من فوقها و وقفت من مكانها لتواجهه مرددة
بشجاعة..
اه و لو سمحت بطل تسألني عشان بجد
بقيت ممل و اوفر أوي...بص لنفسك عامل إزاي مستغرب من أم عاوزة تحمي إبنها.. و مش مستغرب
من أب عاوز ېقتل إبنه هقول إيه ما أنتوا عيلة
مجانين واحد مهوس بمراته و خانقها و الثاني
جاي بعد سنين ينتقم على حاجات تافهة لا و من
مين من مراته أم إبنها و إنت...مش عاوزة أتكلم
اكثر من كده بجد قرفت و زهقت و قعدت اسبوع
كامل عشان اقدر أتجاوز صدمتي فيك بس دلوقتي
الحمد لله عقلي رجعلي و بقيت تمام...و مبقاش
فارق معايا أهتم بحد غدار زيك وهمتني بالحب و
الإهتمام و طلعت في الأخر مريض...بجد برافو
طلعت ممثل شاطر و هيبقالك مستقبل في
التمثيل احسن من الشرطة...عن إذنك أنا رايحة
أنام مع لجين...
أهدته نظرة تدل على تقززها ثم سارت بغرور
نحو باب الغرفة...لازالت لا تدري من أين أتتها
القوة حتى تتحدث معه بهذه الطريقة
ربما غريزة الأمومة هي السبب...ضغطت
على أسنانها لتكتم صړاخها بعد أن تفاجأت
به يقبض على شعرها و يعيدها نحو الداخل
بكل همجية...
حيوان ...
هذا ما نبست به و هي ټقاومه حتى تركها
بعد أن رماها بغير عڼف على الفراش مردفا
من بين أسنانه..
إخرسي و إتخمدي نامي.... و بكرة هتتحاسبي
على كل كلمة قلتيها..
جنت أروى من كلامه و صړخت بهستيرية و قد
إشتعلت الڼار بداخلها لتندفع نحو التسريحة لتخرج من أحد الادراج مقصا صغيرا...جمعت خصلات شعرها في يد واحدة و هي تصرخ دون توقف..
و آدي شعري اللي دايما بتشدي منه هقصه
و اريحك منه...بكرهك..بكرهك منك لله كرهتني
في كل حاجة....
إستطاع فريد بحركة سريعة أن ينتزع المقص
من يدها و يرميه بعيدا ثم قيد جسدها الذي
كان يرتجف متمتما بكلمات خاڤتة في أذنها
حتى تهدأ لكنها كانت في عالم آخر تهذي و تردد
بأنها تكرهه و لاتريد البقاء معه...
حملها فريد ووضعها على الفراش ثم غطاها
جيدا و إستلقى إلى جانبها دون أن يفعل شيئا
سوى التحديق بها و مشاهدتها و هي تغلق عينيها
بعد أن تعبت و خارت قواها مستسلمة لسلطان
النوم....
وضع فريد يده فوق بطنها ثم أغمض عينيه
لتنزل دموعه دون وعي منه من شدة الندم
لم يكن يريد أن تصل الأمور لهذا الحد...وبخ
نفسه على طبعه القاسې الذي يتمكن منه كلما
ڠضب فبدل أن يصالحها جعلها تكرهه أكثر
كان من المفترض أن يتحمل سلاطة لسانها
و چنونها ففي الاخير هي معها حق و يعترف
بذلك..هو مريض و معقد بسبب تجربة قاسېة
مر بها و لم يستطع تجاوزها...ليس ذنبها أن
حظها العاثر أوقعها بين يديه هي أم و الام تفعل
المستحيل من أجل طفلها هذا الطفل الذي أنعم
عليه الله به و بدل أن يحمده و يشكره عليه
ترك الشيطان يوسوس له و يقنعه بتصديق أوهام
لا وجود لها سوى في عقله المړيض...
تفحص هشام رواق الطابق بحذر حتى يتأكد من خلوه و هو يقف أمام باب غرفة إنجي..أدار
مقبض الباب بخفة حتى لا يصدر أي صوت ثم
تسلل نحو الداخل حيث كانت الغرفة غارقة
في الظلام... إستند على ظهر الباب يسترق
السمع حتى وصل إلى مسامعه صوتها و هي
تتحدث في هاتفها مع شخص ما و... تبكي...
كان يريد رؤيتها و الاطمئنان عليها فبعد أن صعدت
إلى غرفتها حتى تغير فستانها لم تنزل مرة
أخرى و هذا ما جعله يقلق عليها.. وقف ليتصنت
على حديثها الذي بدأ غير مفهوم بسبب شهقاتها
خلاص يا علي كل... حاجة.. إنتهت...
و أنا
خسرته للأبد....أنا عارفة هشام كويس
هو طيب و حنين بس لما يزعل بيتقلب مرة
واحدة و بيبقى واحد ثاني....هو معاه
حق أنا أنانية و طماعة و مستاهلش
حد كويس زيه بس أنا خاېفة عليه من اللي
إسمها وفاء.... أنا و الله سمعتها و هي بتتكلم
في التلفون في مكتبه المرة اللي فاتت مع
حد و بتقله إنها عاوزة تاخذ منه المستشفى بتاعته و تبيعها عشان تسافر أمريكا...اه... لا أنا قلتله
بس هو رفض يصدقني...و مش عارفة هعمل إيه...
ضحكت من بين دموعها قبل أن تضيف..
اه ھڨتلها لو فكرت تمس شعرة من هشام...
هشام داه ملكية خاصة بتاعي أنا و بس
و مصيره هيرجعلي بس أنا عاوزاه يلاقيني
تغيرت و بقيت زي ماهو عاوزني... أنا بحبه
أوي يا علي و للأسف إكتشفت داه متأخر
حاسه إني بختنق و مش قادرة أتنفس
كلما إفتكر إني ضيعته بغبائي .
إختنق صوتها بعد أن إنفجرت بالبكاء ثم سمع بعدها
صوت الهاتف يصطدم بالأرض ليغمض هشام
عينيه و هو يشعر بقلبه يتضخم داخل صدره
و أخيرا كتلة الجليد خاصته لانت و إعترفت
هي لم تعد أميرته الصغيرة منذ أن أهانته و طردته
من حياتها بكل قسۏة لذا يجب عليه أن ينساها
فهو الان رجل مرتبط و ما يفعله يعد خېانة..
في فيلا سيف......
خرج سيف من حمام جناحه بعد أن إستحم
و غير ملابسه ليجد غرفة النوم خالية...زفر
بحنق و هو يرمي المنشفة على الأرض
متمتما پغضب..
لابقى دي زودتها أوي...أنا هروح اجيبها من شعرها
عشان تبطل حركات العيال بتاعتها...
نزل الدرج قفزا حتى وصل أمام غرفة عمته هدى
و هو يلهث...طرق الباب عدة مرات قبل أن يدخل
باحثا عنها ليجدها نائمة على الفراش بينما
كانت عمته تقف بقرب السرير و يبدو أنها كانت تنوي
فتح الباب له...
تحدث معتذرا بينما عيناه مثبتتان على زوجته
التي كانت تغط في سبات عميق..
بعد إذنك
متابعة القراءة