قصه مشوقه
المحتويات
رافضة حتى أن تجيبه هل يظن أن
بضعة كلمات منمقة و وعود فارغة أتت بعد فوات الأوان ستجعلها تنسى اشهرا من العڈاب الممېت... لما لايفهم أنها لم تعد تطيق رؤية وجهه خاصة أنه لا يتوقف عن فرض نفسه عليها...فقط لو يمنحها الخيار
مرة واحدة لكان الأمر إختلف كثيرا...
علامات الرفض و النفور كانت واضحة على وجهها بشدة و لاتحتاج لكلمات تخبره أنه حتى لو أمضى
أفلت يده من تحت رأسها ثم جذب الغطاء
ووضعه على جسدها مهمها بصوت منخفض
تصبحي على خير....
إستقام ليدلف الحمام مغلقا الباب وراءه رفع
وجهه في المرآة ليقابله زوج من الأعين الخاوية
المرهقة....
فتح الصنبور و ملأ كفيه بالماء البارد ثم غسل وجهه عدة مرات حتى يهدأ أعصابه و هو يقنع نفسه بأن كل شيئ سيصبح بخير..
وجهه ليلفت إنتباهه وجود علبة دواء غريبة لم يرها من قبل.... فصالح منذ مجيئ يارا للسكن معه هنا
أمر الخدم بأن لايتركوا اي أدوية في الجناح
خوفا من تهورها...
فتح العلبة و هو يقطب حاجبيه باستغراب
ثم بدأ في قراءة الإرشادات و التي كانت
كان جنونه يتصاعد أكثر...
رمى المنشفة من يده ثم نزل على ركبتيه ليبحث
في بقية الادراج عن المزيد... بدأ يقلب كل شيئ
و الڠضب يأكل وجهه حتى صارت جميع الارفف فارغة بعد أن القى بجميع محتواياتها على الأرض
إلتف حول نفسه عدة مرات يتفرس أنحاء المكان
الذي أصبح عن عبارة عن فوضى عارمة....
تنظر أمامها بشرود...و كأن شيطانا تلبسه هرع
نحوها ليقبض على خصلات شعرها الطويل
و يوقفها من مكانها غير مبال بصړختها المټألمة...
وجهها نحوه ثم رفع الزجاجة أمام عينيها و هو يسألها بسخط..
إيه داه
فجأة لتصرخ غير مبالية بشعرها الذي كان يتقطع
كلما حركت رأسها..
سيبني ياحيوان... إنت إتجننت...
دفعها نحو الحائط و هو يرمقها بنظرات ممېتة
قبل أن يهمس بنبرة كالفحيح..
كنتي عاوزة تقتلي إبني...
إصفر وجه يارا و إزرق و بنظرات مصعوقة بقيت
تحدق فيه غير مستوعبة لما يتفوه به من ترهات
إنت بتتكلم عن إيه إبعد عني....
رفع من جديد زجاجة الدواء ليريها إياها
و هو يهدر بحدة بعد أن طفح كيله من رؤيتها
تنكر بكل بساطة..
مش عارفة إيه داه داه دواء إجهاض لقيته في الحمام...جبتيه عشان تقتلي إبني مش كده...أنا هوريكي يايارا هعمل فيكي إيه...أقسم بالله لندمك
على اليوم اللي فكرتي ټأذي فيه إبني....
هزها پعنف لټقاومه يارا و هي تصرخ بقوة
رغم أنها لم تفهم مايجري حولها لكن كل مايهمها
الان هو إنقاذ نفسها من هذا الۏحش...
سيبني بقلك أنا معرفش حاجة عن اللي بتتكلم
عليها... اااااه إلحقوني....
إستنجدت لعل أحدا ما ينقذها من بين براثنه
لكن أسكتها بصڤعة من ظهر يده خدرت كامل
وجهها من قوتها...بينما دوى صوته في كامل أنحاء
الغرفة و هو يصيح پجنون..
إخرسي يا بقى أنا صالح عزالدين واحدة
حقېرة زيك تستغفلني...بقى بعد كل اللي عملته عشانك بردو مصرة على ال....أنا الغلطان عشان عاملتك كويس بس طلعتي حيوانة مش بتيجي غير بالضړب و الإهانة...أقسم بالله لو مكنتيش حامل بإبني أنا كنت قتلتك بإيدي...
صفعها بقوة حتى
فهي تقريبا قد تعودت على مزاجه المتقلب فهذه ليست أول مرة تجرب فيها عنفه...حاولت أخذ أنفاسها بصعوبة و هي تضع يديها على بطنها بحماية
محاولة الصمود أمامه بكل قوتها حتى لا يتأذى صغيرها....
كان صالح يصارع شياطينه التي تملكته رغم رغبته العارمة في طحن عظامها فهاهي من جديد تعاود خداعه مستغلة حبه لها كما فعلت منذ سنوات...كيف أمكنها أن تكون بهذه القسۏة و الدناءة رغم ما فعله من أجلها في الأيام الأخيرة...
جذبها من شعرها لتسير خلفه و خرج بها من الجناح بينما كانت يارا لاتتوقف عن مقاومته
دون فائدة فقوتها الضئيلة لاتكفي حتى لتحريك ذراعه الضخمة...
صړاخها ملأ أرجاء القصر لتهرع أروى و فريد
ثم تلاهم هشام و إنجي و آدم و بقية سكان
القصر الذين إجتمعوا كلهم حتى يمنعوه عما يفعله
لكن صالح لم يدع أحدا يقترب منه...بل و إستدعى
حرسه الخاص و أمرهم بإبعاد أي شخص يقترب منه خاصة فريد و هشام الذين اصرا على إنقاذ يارا منه...
داخل غرفة آدم كانت فاطمة تقف وراء
الباب تراقب ما يحصل بأعين جاحظة أطرافها كانت ترتجف بشدة و هي تلمح صالح من وراء الباب يجر يارا وراءه من شعرها كالجزار الذي يجر شاة ليذبحها...ومحاولات الجميع الفاشلة في إنقاذها منه دون فائدة فقد كان اشبه بإعصار هائج لا أحد يستطيع الوقوف في وجهه...
دفع الباب فجأة ودلف آدم ثم أغلقه وراءه
و هو يقهقه بصوت عال و يشير نحو فاطمة قائلا..
شفتي وشي حلو عليكي إزاي... أهو صالح
هيقتل مراته و الساحة هتفضالك ياجميل....
نفت فاطمة برأسها و هي تحاول التركيز في خطتها التالية قائلة..
لا..صالح مستحيل ېقتل مراته...إنت ناسي إنها حامل في إبنه
تجهمت ملامح آدم فجأة بعد أن تذكر تلك المعلومة
قصدك إيه إنت مشفتيشه عامل إزاي...
فاطمة بدهاء..أنا متأكدة أنه هيسجنها في أي حتة أو يمكن ياخذها على الفيلا المهجورة بتاعته لكن مستحيل ېقتلها...أصلا هو عامل الهيصة دي كلها عشان الطفل .
آدم پحقد..
بس الطفل داه مش لازم يعيش...داه الوريث الوحيد لثروة لصالح...
فاطمة..طب ماهو فريد بيه كمان عنده بنت
آدم بسخرية..
فريد محلتوش غير مرتبه اللي بياخده من شغله و كمان أجار العمارتين بتوع ليلي مراته ...بيحوشهم
كل شهر عشان لوجي... فريد تنازل عن كل ورثه في شركات جدي بعد ما سيف رجع نصيبه....حتى فلوسه في البنك خذ بيهم فيلا صغيرة في ال
عشان ناوي سيب القصر .
فاطمة پصدمة..
طب و هنعمل إيه دلوقتي... إحنا لازم نتصرف
أنا عاوزاها تطلع من حياته خالص
ضيق آدم عينيه و هو ينظر لها ثم همس..
عندك
حق لازم نتحرك و بسرعة قبل الصبح مايجي عشان لو سيف عرف مش هيسكت أنا سمعته مرة و هو بيزعق لصالح عشان ضړب مراته...
آدم طبعا لم يخبر فاطمة أن غايته ليس فقط التخلص من طفل صالح بل هو يريد التخلص منهم جميعا كما خطط سابقا مع والدته و التي أصبحت مشغولة مؤخرا في ملاحقة والدتها بعد أن إكتشفت علاقته السرية مع ميرفت والدة يارا و لذلك وجب عليه إستغلال هذه الفرصة حتى يلفت إنتباه إلهام لتعود لمساعدته كما كانت تفعل من قبل فهو بقټله ليارا سوف يقدم لها فرصة لتستطيع إزاحة غريمتها من طريقها بسهولة و التي سوف تكون مشغولة بما أصاب إبنتها....
عاد لواقعه ليستل هاتفه بسرعة ثم إتصل بأحد القتلة المأجورين اللذين يعرفهم و أمره بفعل شيئ ما
في الحال ليوافق الاخر بعد أن عرض عليه مبلغا كبيرا من المال...
في الطابق السفلي....
توقف صالح أمام أحدى الغرف و هو لايزال محاطا
بحرسه الذين شكلوا جدارا حوله حتى لايستطيع
أحد الوصول إليه..الوضع كان
كارثيا للغاية و الفوضى ملأت ارجاء القصر....حتى
فريد توقف عن محاولة انقاذ يارا و إنشغل بتهدأة
زوجته التي يبدو أنها نسيت بأنها حامل فهي كانت تصرخ و ټشتم و تتحرك پعنف و عشوائية و ټضرب الحرس بكل قوتها..
جذبها بصعوبة نحوه ثم حملها بخفة و صعد بها
الدرج رغم مقاومتها و صړاخها..
سيبنيييي بقلك سيبني... .إنت رايح بيا فين
ضړبته على ظهره بقبضتها عدة مرات و رغم
ذلك لم يتوقف حتى وصل لجناحه... أنزلها على قدميها و هو يلهث بتعب ثم أردف بتذمر..
إهدي يامجنونة فرهدتيني...
إندفعت أروى كشرارة اللهب نحو الباب لكن
فريد منعها لتصرخ فيه پغضب..
سيبني خليني أنزل للحيوان اخوك أربيه...
فريد بصرامة..
إهدي و بلاش تتحركي بعشوائية إنت ناسية إنك حامل...كده هتأذي البيبي.
قاطعته أروى بوجه متجهم ..لا منسيتش و متعملش نفسك إنك مهتم بإبني أكثر مني...و دلوقتي ابعد من قدامي عاوزة أخرج..
أسرع فريد ليستند بظهره على الباب ليسد الطريق أمامها قائلا ..
مفيش خروج من الأوضة...
تخصرت و هي تجادله..قلتلك إبعد من قدامي
أنا لازم أنزل
قبل ما أخوك ېقتلها .
فريد منبها..متقلقيش أنا هتصرف...بس متطلعيش من الأوضة و إلا اقلك .
أخرج مفاتيح الجناح من جيبه ثم خرج و أغلق
الباب لتشهق يارا پغضب من فعلته و أسرعت
نحو الباب لتضربه پعنف و تنادي عليه..
فريد إفتح الباب....فريييييد إفتح الزفت داه
بقلك تعالى هنا .
ظلت ټضرب الباب بيديها و قدميها دون فائدة
لتعلم أنه قد غادر..فكرت بسرعة و لم تجد حلا سوى
الخروج من الباب الثاني أي عبر غرفة لجين.
مظهر يارا المسكينة الغارقة في دماءها جعلها تفقد صوابها و تصر اكثر على مساعدتها.
التاسع عشر
جر صالح يارا التي كانت ټقاومه و تصرخ و تنادي على هشام و أروى و البقية حتى ينقذوها لكن دون فائدة فحرس صالح قد وصل بسرعة وشكلوا جدارا فاصلا بينهم ثم أدخلها عنوة داخل إحدى الغرف....
نفض يدها عنه ثم أغلق الباب پعنف وراءه
وبلحظة واحدة وجدت يارا نفسها ملتصقة
بالجدار و يده تطوق عنقها...أنفاسها كانت
تتسارع كنبضات قلبها و عيناها تكادان تخرجان من محجريهما و هي تنظر له بړعب من مظهره المخيف الذي بات يشبه الوحوش الغاضبة...إرتجفت أطرافها
و كأن سلكا كهربائيا لمسها عندما شعرت بيده تضغط
على عنقها ببطئ لتستجمع باقي قوتها و تهمس
بصوت ضعيف مخټنق ..
صالح عشان خاطري سيبني...أنا معملتش حاجة
و الله .
حدق فيها بنظرات ممېتة و هو يراقب دموعها التي كانت تنهمر من عينيها قبل أن ېصرخ في وجهها فجأة بأعلى صوته..
إخرسييييي....
رفع إصبعه ليضعه فوق شفتيها مانعا إياها من الحديث و هو يضيف محذرا..
مش عاوز أسمع صوتك...ياخاينة يامجرمة
عاوزة تقتلي إبني.
إنهارت يارا بالبكاء لكنها لم تستطع تحريك
وجهها مخافة ردة فعله الغير متوقعه
دموعها كانت تهطل كالمطر و جسدها كان يرتعش خوفا و ألما و بردا بسبب الملابس الخفيفة التي كانت ترتديها أما وجهها فكان متورما من صفعاته...
لازالت حتى الآن لاتفهم سبب تحوله ألم يكن قبل نصف ساعة من الان يرجوها حتى تعود له من أجل طفلهما الان تأكدت أن قرارها كان صائبا عندما رفضت عرضه بعد أن ظلت الايام الفارطة تقنع نفسها أنه قد تغير و انها من الممكن أن تعطيه فرصة أخرى
ليس من أجله بل لكي لاتخسر طفلها فهي مستعدة للتضحية بحياتها من أجله لكن الآن و بعد هذه
الڤضيحة التي حصلت أمام العائلة طوت صفحته للأبد فقط فلتمض هذه الليلة و سوف تخبر
والدها بكل شيئ .....
دوى صوت صالح من جديد في أرجاء الغرفة حتى طغى على جميع الأصوات التي كانت تستمع لها
في الخارج..
أنا إعتذرت منك بدل المرة ألف و كنت مستعد....
ابوس رجلك و
أعمل كل اللي إنت عاوزاه عشان تسامحيني...قلتلك إن أنا مريض مچنون اوصفيني
بأي حاجة إنت عاوزاها بس ترجعيلي و نبدأ حياة جديدة في اي مكان تختاريه... كنت بعد بالدقائق و الساعات
متابعة القراءة