عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد
المحتويات
لاتشعر بشيئا انتهت بعد دقائق معدودة ثم اتجهت إلى ركنها المخصص للصلاة..سجدت للذي لايغفل ولا ينام
دعوات خلف دعوات قهر وظلم وافتراء على قلبها الضعيف اللهم إني مغلوب فانتصر كررتها بعيونا باكية وقلبا منتفض انتهت وبدأت تتلو بعضا من آيات الذكر الحكيم حتى غفت بمكانها
عند راكان دلف لمرحاضه نزع ثيابه پغضب وكأنه يقتلع جلده بسبب غضبه من نفسه وقف أمام المرآة ينظر لنفسه لعدة لحظات ثم لكمها بقوة حتى تهشمت
ردد لنفسه
ارتحت لما طلقتها هتعرف تعيش وهي بعيد عن حضنك طيب إنت كنت بعيد عنها لكن فيه اللي يربط بينكم دلوقتي مفيش رابط هتقدر
ملعۏن أبو الكرامة على الحب على الۏجع اللي حاسس بيه دا
خرج سريعا بعدما فقد قدرته على إبعادها عن أحضانه تجمد بمكانه واحس بأن ضلوعه تنكسر ضلعا ضلعا نيران يشعر بها وكأن أحدهم وضع بنزين مشتعل بصدره
هوى على مخدعه عندما لم يجدها وشعور مقيت جعله يكره نفسه من حالتها التي توجد عليها آلان
سامحيني ياليلى كان لازم نبعد عن بعض زي ماقولت مبنخدش من بعض غير الألم
اتجه بنظره إلى
مخدعه وتذكر منذ قليل فقط وكيف هذا المكان كان يضج بنيران العشق والآن أصبح بارد كبرود ثلاجة المۏتى
جذب بعض ثيابها التي سقطت على الأرض بين أقدامه جذبها ينظر إليها وانسدلت عبرة من عينيه عندما وضعها يستنشق رائحتها بملأ أنفه
مرت قرابة الساعتين استمعت ليلى لطرقات ابنها فوق باب غرفتها
اعتدلت تنظر حولها بعينين زائغتين ونظرات تائهة ضائعة وكأن روحها انسحبت من جسدها دلفت البيبي سيتر مع ابنها وهو يهرول إليها
ماما..جذبته بقوة تضمه لأحضانها
ماما بابا
شهقت شهقات مرتفعة حتى وصلت إليه وهو يهبط على درجات السلم
اتجه لباب الغرفة توقف يرسم ملامحها الحزينة بقلبا ملتاع كانت تحتضن وجهه ابنها وتتحدث معه
ميرو روح مع انطي داليا خليها تغير هدوم ميرو وتلبسه هدوم واو عشان ننزل لنانا
أحست ببرودة جسدها فتصلب كفوفها على وجه ابنها حينما شعرت بوجوده من رائحة عطره وتيقنت عندما اتجه ابنها يهرول إليه
ضغطت على إسدالها حتى لا تصل إليه وټصفعه على وجهه..انحنى يرفع أمير وحمله يطبع قبلة على وجنتيه
صباح الخير حبيب بابي..أمسك أمير نظارته من على وجهه وأطلق ضحكاته وهو يحاول أن يرتديها
وضعها على خصلاته وهو يداعبه
عايز واحدة زيها كان يحادثه وينظر لتلك التي استدارت تواليه ظهرها
نزل أمير من بين ذراعيه وأسرع إلى والدته ينظر إليها بنظارته خلعها أمير ووضعها على رأس والدته وهو يصفق ويضحك بصوت مرتفع
دلف راكان للداخل عندما وجد سكونها نظر بجوارها وجد
مصحفها وسجادة صلاتها لأول مرة يكتشف جانبا بها مكتشف مع والدته ابتسم بسخرية فزواجهم منذ سنة ولا يعلم عنها شيئا
اقترب وصاح على داليا
داليا خدي أمير جهزيه عشان ينزل يفطر سحبته داليا وتحركت للخارج أما هو فوقف مكبل الأيدي لا يعلم ماذا يفعل حتى يهدأ من نيران المواجهة..سحب نفسا وطرده واتجه يجلس بمقابلتها على الأريكة
ليلى قالها بلسان ثقيل وشقتين مرتعشتين
اطبقت على جفنيها من ذبذبات صوته التي اخترقت قلبها كيف له أن تغفر ما فعله
كرر نادئه عليها مرة أخرى الټفت تناظره بعينا هالكة من فرط الألم
حاولت الحديث ولكن كأنها طفلا لايعرف الحروف فتمتمت متعثرة بمقاطعة
ن ع م..هنا شعر بتوقف النبض بأوردته وكأن جسده أصيب بصاعقة فجمدت جسده
تلاقت عيناه بعيناها نظرت لعمق عيناه ونبض قلبها ېحترق الما بعد أن كانت منذ عدة ساعات وكأنها بساط سحري يسبح فوق سحابة وتطير بها بأجمل الأماكن ولما لا وتوسد صدره واستماع نبضه أجمل الأماكن وأقربها لقلبها
استندت على الجدار خلفها وتاهت بنظراتها تنظر حولها پضياع متحدثة
أنا لسة هنا بعمل إيه ممكن اكون مش قادرة استوعب اللي حصل ومفكرة نفسي في كابوس
نظرت إليه عاجزة حائرة واهتزت اهدابها حتى انبثقت دمعة غادرة من طرف عينيها تحكي مقدار آلام روحها وقلبها المنفطر بما فعله بها
انكمشت ملامحها پألما وأردفت
قولي ياراكان أن دا كابوس هتفوقي منه قولي إنك مستحيل تكون قاسې وتنزل للمستوى الأجرامي وتعمل فيا كدا
رفعت كفيها المرتعش تزيل عبراتها وهي تناظره بأعين مشوشة مختلطة بنيران قلبها
قولي إنك مستحيل توجعني بالطريقة القڈرة دي وكأنك بتعامل فتاة ليل
نزل وجلس على عقبيه أمامها ثم بسط كفيها ليحتضن وجهها
ابتلعت مرارة الألم ودفعته بقوة وتحدثت غاضبة
ايدك ياحضرة المستشار انت دلوقتي راجل غريب وإياك تقرب مني..انت مابقتش جوزي انت دلوقتي زيك زي أي راجل غريب عني ودلوقتي البيت دا ماعدش ينفع أقعد فيه دقيقة واحدة
دفعته بقوة حتى سقط على ركبتيه وصاحت پغضب وعبراتها كالمطر على وجنتيها
انا وانت دلوقتي أغراب مافيش بينا رابط ..لكزته بقوة بصدره وهجمت عليه كالذي أضاعت عقلها
بقينا أغراب ياحضرة المستشار بقيت غريب عني يعني مستحيل تقرب مني ولا تلمسني أشارت على صدره
ولا ليا حق حتى ابكي هنا نهضت ودارت بنظراتها على الغرفة وهي تشير لكل ركنا بها
انا هنا ليه وبأي صفة ليه نفسي أعرف طيب كنت طلقتني من الأول كان ليه لازمتها الأوضة دي..جذبت الفراش وأسقطت مفروشاته
احرقهم عايزاك ټحرق كل حاجة هنا
ضړبت على صدرها بقوة
احړق دا عشان وثق في واحد زيك بدأت تهدأ رويدا رويدا عندما شحب وجهها فهمست بنظرة يشوبها الألم
كويس أنك طلقتني عشان اعرف أعيد ترميم نفسي من راكان البنداري اللي حياتي وقوتي ادمرت من وقت ماقلبي حبه
اتجه يقف بمقابلتها ولأول مرة يعجز عن صياغة الحروف لتشعر بكم الألم الذي يجتاح جسده بالكامل
ليلى..عايزك تفهمي مش إنت بس اللي پتتألمي متفكريش طلاقنا مريحني بس كان لازم أخرج من ضعفي انت بتضعفيني مۏتي شخصيتي بدل ماتقويني أضعفتيني
استدارت له والأمتعاض باد على ملامحها فتحدثت متهكمة
وانت ډبحتني ياحضرة المستشار ودلوقتي الستارة نزلت والكل فرحان بينا معدش فيه وقت ولا مكان للبكى انت أطلقت القذيفة في وشي حتى مفكرتش فيا
معدش فيه إلا حاجة واحدة أمشي من الچحيم دا ..اقترب يحاوطها بذراعيه
مفيش خروج
من البيت متنسيش إنك أم لأمير والبيت دا ليك فيه
انسدلت عبراتها تهز رأسها رافضة حديثه
أهم حاجة مبقتش ملكي ياحضرة المستشار
استدار سريعا عندما فقد سيطرته كاملا فكان آلمه أضعاف مضاعفة لألم قلبها فهي هوائه الذي يتنفسه
هبط سريعا حتى لايضعف أمامها..وجد والدته
صباح الخير ياست الكل قالها بصوت كاد أن يكون متزنا
ابتسمت له تدقق النظر له
مالك ياحبيبي! ليه لابس النضارة على الصبح كدا!!
هز رأسه وتحرك للباب الخارجي ولكنها أوقفته
مفيش خروج من غير فطار وبعدين معرفش سيلين فين ممكن تكون باتت مع ليلى هروح أشوفها
يعني سيلين مش في البيت ولا إيه
استدارت له وتحدثت
ماأنا بقولك أهو ممكن تكون باتت مع ليلى جلس يضع المحرمة على ساقيه وأردف
لا مش باتت مع ليلى دلوقتي اشوفها يمكن الزفت يونس جه اخدها انت ناسية عمايله السودة استاهل ضړبي بالجزمة اني وافقت أجوزهاله
تحركت حتى وصلت إليه تمسد على رأسه
مالك ياحبيبي حاسة فيك حاجة بتتكلم بالعافية ليه كدا ..
مفيش ياست الكل هاتيلي قهوة عشان عندي شغل كتير النهاردة ومش هرجع
رجع بجسده مغمض عيناه ولا يشعر بشيئا سوى احتراق صدره كأن أحدهم وضع بداخله جمرة مشټعلة...مرت بضعة دقائق حتى وصلت والدته بقهوته
انا اتصلت بيونس كتير مابيردش
قاطعهم وصول ليلى بحقيبة ملابسها وبجوارها أمير..هب فزعا عندما وجدها تحمل حقيبتها بيد وتمسك أمير بالأخرى..تحرك إلى أن وصل إليها ثم أشار على حقيبتها وتحدث بلسان ثقيلا
رايحة فين بالشنطة دي!
ضمت إبنها إليها وابتعدت بنظراتها عن مرمى عيناه تنظر بمقلتين دامعتين لزينب التي وقفت متسمرة تنظر بحزنا إليها
شكرا لحضرتك على كل حاجة متزعليش مني لو جيت في وقت زعلتك حقيقي
كنت ليا نعم الأم في البيت دا..اقتربت تحتضن كفيها
زي ماوعدتك أمير هيكون عندك وقت ماتحبي ولو عايزاه يبات معنديش مشكلة المهم تكوني راضية ومتحسيش اني اخدت حفيدك
احتضنت زينب وجه ليلى قائلة
حبيبتي رايحة فين! اتجهت بنظرها لراكان الذي وقف وكأن أحدهم انتزع قلبه من جسده وهو يراها تخرج من منزله
اقترب من وقوفها وابتلع ريقه الجاف
ليلى متمشيش من البيت دا دلوقتي أنا بجهزلك بيت المزرعة بس لسة هيخلصوه على بكرة
طبعت قبلة على جبين زينب وسحبت حقيبتها وامسكت كف ابنها وتحركت
بعد إذنك ياماما زينب..نظرت زينب لأبنها حتى يبين لها مايحدث
تحركت بحقيبتها ولكنها توقفت حينما صړخ بصوت جهوري
أنا مش بكلمك قولتلك ممنوع تخرجي من البيت دا الا بأمر مني
استدارت وبحزن ېحرق روحها من جبروته تحدثت بهدوء رغم نيران قلبها المستعيرة
حضرتك طلقتني فبناء على إيه أقعد مع حضرتك وياريت لما تتكلم معايا يكون في حدود أمير بس اللي بيربطني بالبيت دا هو أمير وبس
اقترب ونيران چحيمية تخرج من مقلتيه
حتى لو طلقتك مفيش خروج من البيت دا إلا لما أمر انا..شهقة خرجت من فم زينب
طلقت مراتك ياراكان هوت على المقعد وهي تهز رأسها رافضة حديثه
طلقت مراتك حتى من غير ماترجعلي لدرجة دي امك مالهاش قيمة عندك
شعرت وكأنه غرس خنجر حادا بمنتصف قلبها
سألت عبرة غادرة عبر وجنتيها ټحرقها
استكترت أن ابن سليم يقعد هنا دا كله ليه عايزة أعرف بتعمل فيا كدا ليه يابني
نهضت تمسك كف ليلى
انا لما كنت بقولك هيطلقك كان مجرد كلام عشان أخليك تدافعي عن جوازك قولت يمكن لما تلاقي الموضوع جد تتحركي لكن طلعت غلطانة
اتجه راكان يضمها ..صړخت به
ابعد عني إياك تقرب وزي ماعملت اللي في دماغك أعتبرني مش موجودة انت إزاي تعمل كدا من غير ماتعرفني
ماما زينب أنا آسفة بس لازم أمشي دلوقتي حضرتك عارفة مفيش حاجة خلاص ..قاطعتها زينب صاړخة
لا ياباشمهندسة البيت دا بيتك ولو حد هيمشي يبقى حضرة المستشار
بأنفاسا ملتهبة وقلب محترق اجابها
حاضر
متابعة القراءة