سند الكبير بقلم شيماء سعيد
المحتويات
المستشفى لقيت معايا وعد قالتلي اسمي و من وقتها إحنا مش بنفارق بعض
وصل إلى ما يريده خطيب شقيقته فاقدا للذاكرة و منقذه هي وعد الهاربة بدأ يربط الخيوط واحدة تلو الأخرى قبل أن تخرج منه تنهيدة قوية وعده ملكية خاصة إليه من البداية للنهاية أشار للآخر قائلا بقوة
_ أنا هقولك أنت مين بس بشرط تنفذ المطلوب منك من غير غلطة واحدة وقتها كلنا هنعرف أنت مين
خائڤة من الفقدان اعتادت على وجوده بحياتها ليكون لها خير السند و الصديق دون إرادة أغرقت دموعها وجهها ليشعر بقبضة كبيرة بقلبه هذا الضعف البادي عليها يصل إليه شعوره بالعجز تبحث عن الأمان بكل مكان بعيدا عنه.
نظرت إليه بقلة حيلة لا تعلم ماذا سيفعل بها بعدم يعرف أنها أمامه بمفردها دون حماية أشاحت بوجهها بعيدا عنه قبل أن تقول لمحمد بصدق
لم تقدر على تكملة الحديث اڼهارت أكثر و أصبح بكائها بصوت رق قلب محمد لها ليجذبها إليه قائلا بقوة و يده تزيل دموعها
_ وعد أنا مهما عرفت ده مش هيغير وجهة نظري عنك أو حبي ليكي في حاجة هفضل سندك و أخوكي اللي بتستخبي فيه من الدنيا كلها بس أنا محتاج أفهم الحقيقة على الأقل أعرف أنا مين
_ أنا مش هقدر أفيدك في حاجة أنا معرفش أنت مين كذبت عليك في المستشفى لما قولتلك إنك صديق عمري و أهلك ماتوا مع أهلي في حاډثة ده مش حقيقي لما هربت من الكفر شوفتك على أول الطريق العمومي واقع و الموتور بتاعك فوقك نزلت من التاكسي و ساعدني السواق عشان نروح المستشفى السواق هرب مكنش عايز يتحمل أي مسؤولية و أنا فضلت جنبك لحد ما فوقت حسيت إن ربنا بعتك ليا عشان تبقى سندي إحنا الاتنين كنا محتاجين لبعض كذبت أنا عارفة بس كانت نيتي خير.
استقبلها بذراعيه القوية بقلب لأول مرة يشعر كيف يكون الخۏف حملها و عينيه تتفقد وجهها الشاحب و أنفاسها الغير متزنة همس باسمها لعل صوته يطمئن روحها
_ وعد
خرج الطبيب من غرفتها معلقا لها محلول و حقنة منومة تساعدها على الارتياح . تعجب جميع من بالبيت الكبير على بقاء سيدهم بجوارها اليوم كله يجلس على المقعد المقابل للفراش يتأمل ملامحها الصافية بنقاء أول شيء لفت انتباهه لها جمالها الذي تخطي الحدود رائعة مميزة بكل تفاصيلها
يده تجبره لتلمس وجهها ينعم قليلا بهذا النعيم الطري تحت أصابعه ناعمة سلسة ساحرة رغم بساطتها اقترب منها قليلا مخرجا نفسه بقوة من بين شفتيه لترفرف خصلاتها البندقية تشبه هي القهوة بكل شيء لونها رائحتها حتى طعمها لذيذ مصاحب لمرارة أكثر إثارة و لذة
ثانية و عادت إليها ذكريات كل شيء لتنتفض من مكانها خسړت حتى محمد حدقت به بكراهية شديدة قبل أن تأخذ الدموع مجراها معها بلهفة وضع كفه عليها هامسا
_ اهدي يا وعد مفيش أي سبب للدموع دي أنا جانبك
اڼفجرت به صاړخة
_ مين طلب منك إنك تبقى جنبي أنت قفلت كل الأبواب في وشي عشان أرجع هنا تحت أمرك ضيعت مني كل حاجة تقدر تقولي استفدت ايه لما محمد بعد عني!.. أنا أقولك أنت ارتحت منه عايزني من غير حماية عشان تفرض سيطرتك و جبروتك عليا أنا مش مراته ده صديقي و أخويا و لما عرف بقصتي معاك قالي لو أنت عرفت اني متجوزة هتبعد بس أنت زدت ظلم و انعدام ضمير افهم بقى أنا مشيت عشان مش عايزة أفضل معاك قولتلك أنا مش شبهك و لا ينفع يجمعني بيك طريق ابعد عني بقى حرام عليك
كلماتها كانت قاسېة أصابت مكانها الصحيح شخصيته ليس بها الجانب الحنون المراعي حتى لو روحه بها ابتعد عنها ساندا ظهره على المقعد ثم أردف بهدوء
_ و لما جيتي لحد عندي و قولتي بحبك وقتها مكنتيش تعرفي إن طريقنا مش واحد و إننا زي المياه و الڼار!
حركت رأسها بكل الاتجاهات بطريقة هيسترية مرددة
_ كنت عارفة إننا مستحيل نشوف بعض تاني بعد ما أنا أمشي قلبي قالي أقولك مشاعري وقتها عشان يبقى بنا ذكرى حلوة لكن أنت صممت تجبني هنا
هل الڠضب معدي لينتقل لهيبه المشتعل قام من مكانه ضاربا المقعد الذي كان يجلس عليه ليبقى أربع قطع قبل أن ېصرخ بها پجنون
_ بقولك ايه يا بت أنتي جنان أنا مش ناقص جنان بلا طريقي بلا طريقك أنتي بتعشقي التراب اللي أنا بمشي عليه و أنتي ډخلتي مزاجي و عايزك و أظن مفيش أحسن من الحلال لكل دة بطلي جنان و فوقي
ردت عليه بريبة
_ يعني إيه دخلت مزاجك أنت مش بتحبني
أبتسم عليها بسخرية هي رغم سنها صغيرة لا تفهم معظم الأشياء حرك رأسه نافيا قبل أن يستعيد هدوءه مردفا بجدية
_ بصي يا وعد أنتي لسة صغيرة و مش فاهمة حاجة مشاعرك عفوية و بسيطة أنا راجل قولتلك متجوز قبل كدة كام مرة عشت أي مشاعر ممكن تخطر على بالك و فهمت يعني إيه حب و يعني إيه مزاج الراجل و الست بينهم علاقة جسدية بيستمتع بيها الاتنين تحت إطار الجواز و المودة و الرحمة و عشان الإنسان مش عايز يعلق كل حاجة على العلاقة دي اخترع كلمة بحبك اللي برضو بتوصل في النهاية لنفس العلاقة أتمنى تكوني فهمتي و طلعتي الأفكار الغريبة دي من دماغك بلاش نفضل نلعب لأنك بتحبيني زي ما بتقولي و أنا بصراحة بدأت أمل من أفكارك و عقلك الصغير ده عايزك يبقى عايزك ليه نفضل نلف أنتي دلوقتي تعبانة ارتاحي لأني خلاص وقت الهزار انتهى تصبحي على خير يا وعد شوية و بنت من اللي تحت هتجيب ليكي الأكل و الدوا
بصباح يوم جديد استيقظت وعد ألقت نظرة عابرة على المكان من حولها ثم أزالت شرشف الفراش من على جسدها لتظهر بيجامتها البنفسجية القصيرة تكاسلت يمينا و يسارا ثم قامت من مكانها متجهة للمرحاض
على الصعيد الأخر
بالأرض الخاصة
متابعة القراءة