قصه كامله
المحتويات
وبيحبني ... هو صحيح عايز يتحكم فيا ولازم كل حاجه يعرفها عني ..
بس انا اتكلمت معاه وفهمته أنه لازم يسبني اتصرف براحتي ..
اما والدته دى ست طيبه وحنينه زيه بالظبط وبتحبني ودي اهم حاجه ..
ضمتها كريمه الى احضانها بحنان الام الذى تفتقده ودعت لها بصلاح الحال..
اقتربا منهم صبا وصفا ارتموا هم الاخرين فى احضان كريمه الدافئه وتجمعوا في وطن الحب وهو حضڼ الام ...
هتفت كريمه وهي تجفف دموعها فرحه بتربيتها لابنتيها وانها استطاعت ان تغرز وتعزز فيهم الصراحه والصداقه بينهم ... فباتو لا يخفو عنها شئ مهما كان حجمه او شان صاحبه ..
نظرت الفتيات الى بعضهم باندهاش وقبل ان يسال احدهن اجابتهم كريمه
ما اعرفش هم جايين ليه فجاه كده محدش يسالني معنديش اجابه ..
يلا بينا عشان نتعشى ..
انتهى الجميع من العشاء فى جو من المرح والسعاده حاولت كريمه ان تضيفه عليهم رغم آلآم قلبها الا ان فلذة اكبادها يستحقون ان يشعروا بالسعاده مهما كلفها الامر ..
دلف الجميع الى غرفهم وفي قلبهم راحه لما اباحوا به من مكنون مشاعرهم ..
أما في فيلا الشاذلي
كانت الأجواء مختلفه وخصيصا في جناح ابرار التي كانت تجلس على كرسيها الهزاز ...
التي لم تلده ولاكن هو الأقرب الي قلبها واغلا من أبنائها ..
قطع تفكيرها الطرقات الخفيفه على باب غرفتها هتفت وتين من خلف الباب
بصوت مجهد من كثره البكاء
امي حضرتك لسه صاحيه عايزه اتكلم معاكي شويه وانتظرت حتى يأتيها الرد من والدتها ردت عليها ابرار بهدوء ادخلي يا وتين
همت بفتح الباب دخلت تنظر الى والدتها وذهبت تجلس ارضا تحت اقدامها ووضعت رأسها على قدميها..
ظلت تبكي حتى رق قلب ابرار لها وسحبتها وصارت بها الى الأريكه..
جلست وأمسكت يدها وتحدثت بصوت يحمل خوف الأم وقلقها علي ابنتها وحيدتها وهتفت
بس انا ما قدرتش أقسى عليكي
انتي أتغيرتي وتصرفاتك أصبحت غير مسؤوله
ولازم تفهمي أن بعد راكان ممكن يطول
وممكن يسيبنا ويبعد عننا نهائي ويروح يعيش مع أهله ويتجوز ويبني أسره...
ده مش معناه أنك تدمري حياتك لازم تفهمي أن في الأول والأخر راكان مش اخوكي ..
تنهدت قليلا وجاء فى خاطرها على ذكر أنه مش اخوها وسألتها بسؤال ذات مغزى
ممكن أعرف إيه إللي أتغير فى مشاعرك لما عرفتي أن راكان مش أخوكي ...
نظرت لها بتيهه وحيره وهي تهز رأسها ...
اللي برمي حمولي عليه وفي نفس الوقت مش قادره أشوفه مع واحده تانيه ...
انا تعبانه يا أمي وقلبي وجعني ونفسي اترمي في حضنه.
ابتسمت لها والدتها بۏجع وغصه من مشاعر ابنتها المتخبطه وحدثتها بقلب مفطور لما وصلت اليه ابنتها ... معدش ينفع يا قلب أمك عمره ما يرضي يغضب ربنا فيكي ...
قومي نامي وسبيها علي ربنا تبات ڼار تصبح رماد...
استقامت وتين وهي تزداد حيرتها و ۏجع قلبها أكثر
وانهمرت دموعها بكثره وغادرت الغرفه كما جاءت بلوعة الفراق وتيه المشاعر و الأفكار..
خرجت وتين وتركت ابرار تعصف بها الافكار ... صدرها يضيق عليها من ثقل السر التى تحمله ..
استعانت بالله ليدبر لها الامر وذهبت لتتوضأ وتصلى وهي تبكي علي حال أولادها. لتناجى ربها ان يريح قلب ابنتها ويهدي أولادها للصواب
بعد يوم طويل ومرهق دلف احمد إلي الغرفه وهو يحمل على عاتقه هموم كالجبال كل مدى يستشعر عجزه فى بعد راكان عنه .. ولكن يتظاهر بالثبات حتى لا يفقد زمام امور اسرته من بين يده ..
جلس علي طرف الفراش ينتظرها حتي تقضي صلاتها ..
انتبه إلى صوتها تبكي وهي ساجده علم ما في قلبها من ۏجع وألم...
وحينما انتهت اقترب منها يجلس بجوارها ارضا يربع قدميه ويضع رأسها علي فخدييه ..
نظرت له برضا و طمأنينة فهو منذ زواجهم لم يبخل عليها ببث حبه الذى يغرقها فيه والأمان الذى يحاوطها به ..
تبادل النظرات معها و لها وابتسم بعشق اطاح بحزنها بعيدا ومرر يده علي رأسها سحب وشاحها وامسكه واستنشق عطره
الذى ادمن عبيره وتحدث قائلا
أمتى هبطل احبك يا ابرار عطرك .. صوتك .. لمسه ايدك .. بتحسيسني فى كل مره بشوفك أن دى اول مره اشوفك وفي كل مره بحبك اكتر من الأول شكلي هفضل احبك حتي لبعد ما أموت.
كانت تداعب خصلات شعره الكثيف باناملها التى تشعره بالراحه والاسترخاء بعشق خلق له
ونظراتها تعبر عن عشقها .. الذي يظهر له في كل نظره و لمسه و همسه ..
مفيش يا قلب وعيون ابرار انا مخنوقه بس شويه ..
ابتسم لها بعشق وحب ويده تمر علي وجنتيها وتحدث بحنان
سلامتك من الخنقه يا قلب و عيون و روح احمد ... انا عندى الدنيا فى كفه ودموعك الغاليه دى فى كفه تانيه .. استقام واقفا ....
و بحركه ماكره منه وفى غفله منها فهى كانت ذائبه فى مشاعرها التى تجتاحها فى حضوره ..
رفع لها حاجبه وهتف هى بقت كده لا شكلك نسيتى امجاد زمان و محتاجه انى افكرك ... استعدى بقى ياحلوه ووطى صوتك لحسن ولادك يقوله عليا انى بفترس أمهم..
هتف احمد متحدثا بنبره حنونه ليلفت انتباهها ابرار سمعاني ولا نمتى .. همهمت وهى ترمش بجفونها لتفتح عينيها .. سمعاك ياحبيبى بس مغمضمه عيونى مبعرفش استرخى الا وانا فى حضنك ..
هتف قائلا الحاج محمد كلمني وطلب مني أن بكره نكون كلنا مجتمعين عشان عايزني في موضع مهم
ومش هتصدقي جلال كلمني بطريقه محترمه جدا.
اعتدلت فى جلستها ونظرت له بتساؤل واهتمام للأمر... تفتكر هم عايزين إيه يا معالي المستشار غير أنهم هيعترفوا ب راكان ابنهم .
اعتدل احمد في نومه وهو
ينظر لها بتردد ... هل يقول لها عن الحديث الذى دار بينه وبين الحج محمد ولا يلتزم التكتم لحين افصاح الامر من جهة الحج محمد كما امره بذلك ...
واخيرا تنهد واهتدى للحل الامثل لعدم زياده قلقها وتوترها فهى ليست مستعده لسماع اى اخبار تزيد توترها...
تحدثا بنبره حنونه يرتب على ظهرها متشغليش بالك يا قلبي بكره نعرف كل حاجه ...
طبع قبله حنونه علي شفتيها مطمئنا لها واخذها بين احضانه و ذهبوا في ثبات عميق
كان يونس يقف في شرفه غرفته ... شارد التفكير .. ينفس دخان سجارته والڠضب يتطاير من عينه ..
رآه يعقوب وهو يدلف الى الفيلا..
انتابه القلق على اخيه .. صعد الدرج مهرولا فتوأمه شكله لا يبشر بخير ..
وقف بجواره وهتف قائلا
مالك يا يونس واقف عريان في عز البرد ده ليه و ايه كل السچائر اللى مرميه حواليك دى ومش سهران بره زى عوايدك ليه غريبه يعنى ده السهر طقوس عندك مبتغيرهاش .. ايه اللى ملخبط حالك كده ...
وهتف يتحدث بصوت يملؤه الڠضب على حال اخيه فهو يدمر نفسه ولا يستمع لأى نصيحه لابعاده عن الطريق الذى يسلكه..
ليه شرب القرف دا مش ناوي تبطل بقي .. مش ناوى تنضف من كل الزباله اللى فى حياتك .. لحد امتى هتفضل فى المتاهه دى ..
خرج يونس عن صمته ليرد ببرود ولا مبالاه .. بنبرة صوت مليئه بالسخريه والتهكم تحدث قائلا دى سچاره حشي...ش عادى يعني ..
عامل هوليله و هيصه ليه هى دى أول مره ...
كلكم عارفين انى بشرب سجائر ملفوفه ...
وكلكم عارفين ان بتاع بنات .. من الاخر كده انا خربها فى كل حاجه ...
خلصنا بقى من دور الواعظ اللى طلعلى فيه ..
هو راكان سافر هتطلعى انت بقى ..
خاليك فى حالك .. مش محتاج نصايح منك..
صدم يعقوب من حديث تؤامه الفج .. فهذه اول مره يتحدث معه بهذا الشكل ... المعروف عن اخيه المرح حتى فى اشد المواقف ..
التزم الصمت لدقائق لم يتفوه بكلمه احتراما لمشاعر اخوه فهو يحس به انه يمر
ليه ديما الخۏف بيسيطر عليك من اي تصرف غلط ممكن يبعدك عن حبيبك
...
ليه القلب بيقيدنا بالشكل دا .
ليه لازم تحسب تصرفاتك وخطواتك
ليه الحب مليان كلاكيع
ابتسم له يعقوب بسعاده وتكلم ب لسان العشق الكامن داخله ..
عشان تحكمات القلب دى بدايه الحلال .. يعني متقدرش تبعد عن اللي بتحبه... وبتبقي عايز تمتلكه بكل تفاصيله .. حبه .. غضبه .. سعادته .. حزنه .. هدؤه ..جنونه تعيش معاه من أكبر تفصيله لأصغر تفصيله وبتستغني بيه عن الدنيا كلها .
نظر له يونس نظرات يكسوها الحزن وبقلب يعتصر الم .. هتف قائلا بصوت غاضب .. لما هو اقحم نفسه فيه ولكن للأسف ليس له سلطان على قلبه .. احتكم الأمر فلا رجوع الان ..
ملعۏن ابو الحب اللي يخليك تحسب كل خطوه قبل ما تخطيها.
ملعۏن ابو الحب اللى يقيد حريتى
و يشل حركة حياتى .. انا كان فين عقلى..
يعني أنا واحد كنت عايش ملك... الموزه اللي بتعحبني بتبات في حضڼي ...
النهاردة رفضت إني أخلف وعدى معاها .. وجريت زي الطفل اللي خاېف يغلط.. انا شكلي مش قد الحب.. انا واحد مش هيعرف يلتزم بقواعد الحب ... هى محتاجه حد انضف منى ...
قال ما يجول بصدره ويرهق اعصابه و ترك يعقوب فى صډمته من كلامه يستوعب حديث اخيه..
هرول مسرعا الي غرفه الحمام فتح الباب پغضب و اغلقه پغضب اكبر احدث صوت عاليا وكأن من يغلقه يريد الاڼتقام من اى شئ امامه ...
وقف ينظر فى المرآه الى صورته المعكوسه امامه و يلتقط أنفاسه بصعوبه يحاول ان يهدئ من نفسه ومن ضربات قلبه التى تصم أذنيه..
لانه يصارع شيطانه الأسود الذى يكمن بداخله... اذا تمرد عليه قلب حياته راسا على عقب وخسر حبه الذى لن يجد طريق للفوز بقلبها مره اخرى
نظر يعقوب الي أثره والتزم الصمت فاخيه على حافة الاڼهيار ... المعادله من وجهة نظره صعبه ولكن للاسف هى سهله جدا .. لو تخلى عن حياة اللهو و العلاقات المحرمه والتزم بتربيته و دينه..
غادر الغرفه وهو يدعوا الي أخيه براحه البال و صلاح الحال
انقضي الليل علي الجميع يحمل فى طياته ألم وخوف ۏجع و قلق مشاعر جديده عليهم اذابت قلوبهم ..
اشرقت شمس يوم جديد تفرش أشعتها الدافئه وظلال نورها علي المكان تملئ اصحابه بالدفئ و التفاؤل مثل أشعتها ..
وقفت كريمه وابنتيها و ورد وزياد في إستقبال الحاج محمد والحجه فردوس وفهيمه..
تجمدت كريمه
متابعة القراءة