اجنبيه فى قبضه صعيدى العاشر وال11

موقع أيام نيوز


صعدت للأعلي غاضبة لتبتسم "حلا" على أختها ثم نظرت نحو باب غرفة المكتب حيث يجلس زوجها الذي يخشاه الجميع لكنه الآن يتجرأ على خصامها فتنهدت بأختناق وعقلها لا يتوقف عن التفكير كيف تجعله من يبدأ بالصلح بينهم ويهرع إليها، تبسمت بخبث شديد ثم صعدت للغرفة بالأعلي..

____________________________  

دلف "مازن" من باب السرايا بسيارته وترجل منها بعقل شارد حتى رأي "نهلة" تجلس هناك أسفل المظلة الخشبية وأمامها الكثير من الكتب ويبدو أنها تذكر وتستعد لدراستها فى العام الدراسي الجديد، دلف للداخل وعقله يفكر فى حديث "حمدي"، رأته "نهلة" عندما عاد وظلت تنظر عليه بينما يسير نحو الباب وشعرت بحزن يسكن قلبها، زوجها أى زوج هذا وهو لا يتطلع بوجهها لبرهة واحدة، تكاد تقسم أنه حتى لا يعرف لون عينيها لأنه لم ينظر بها لمرة واحدة رغم كونها زوجته من شهور، خرجت أففة من فمها وعادت بنظرها للأمام فلمحت بنظرها "قادر" يجلس مع الرجال يضحكون معًا ويتسامرون، فسألت بجدية مُتمتمة:-

-مبتناموش؟ بسببكم أنا عالجة هنا مجادرش حتى على الهرب

عادت للنظر إلى كتابها غاضبة ووضعت السماعات فى أذنها ثم نظرت إلى الهاتف تستمع إلى المحاضرة وبدأت تكتب كل شيء تسمعه فى دفترها، تجتهد حتى لا تترك مجال للفشل، وقف "قادر" من مكانه يضحك مع رجاله ويحمل فى يده كوب من الشاي الساخن فوقع نظره عليها ومُنذ أن عادت من الخارج وهي تجلس هناك أمام الكتب تدفن رأسها بها، دلف للغرفة المجاورة للباب حيث يسكن وجلس على الفراش وقبل أن تغفو عينيه فى النوم تمامًا سمع صوت المطر يرتطم بالأرض الصلبة فخرج من محله وهو يضع يده أعلى جبينه فأسرع الرجال فى ترتيب المكان لينظر للجهة الأخرى ورأى "نهلة"

 تجمع الكتب بخوف من أن تبلل ولم تستطيع إحضار غيرها إذا تلفوا، جمعتهم ووقفت بهلع فنزلت الدرجتين الخشبين بخوف من المطر وتحتضن كتبها لكن زلقت قدميها مع الماء وسقطت أرضًا لتبدأ بالبكاء على حالها بعد أن أتسخت ملابسها بالطين وتبللت الكتب وسقط بعضهم على الأرض فى الطين، حاولت الوقوف لكنها تألمت قليلًا فعادت للجلوس أرضًا وتساقطت دموعها على وجنتيها لتخلط مع قطرات المطر، ظلت محلها تبكي وتبللها قطرات المطرات حتس سمعت صوته القوي يقول:-

-أساعدك فى حاجة!!

رفعت نظرها للأعلي لترى وجه "قادر" الذي يقف كجبل صلبة لا يعري أهتمام لتساقط المطر أو يمكن المطر أبكاءها بسبب ما تحمل من ثقل فى قلبها فأنفجرت فى البكاء على أقل الأسباب، ظلت تتحمل وتصطنع الشجاعة والصمود لكن مع أبسط سبب أنفجر الثقل الذي بداخلها، نظرت أرضًا ومُتابعة بكاءها وقالت:-
-شكرًا

جثا على ركبتيه أمامها وبدأ يجمع لها الكتب وهاتفها الذي تبلل بالطين ومسحه بوشاحه الموضوع حول عنقه ثم قال:-
-أتفضلي

نظرت للهاتف ثم إلى وجه "قادر"، حدقت به بهدوء، أزدرد لعابه بتوتر من نظراتها ثم قال بخفوت:-
-أسمحيلي

لم تفهم كلمته لكن سرعان مع علمت علما يطلب أذنها عندما حملها على ذراعيه ووقف بها فصرخت بهلع:-
-أنت بتعمل أيه؟ نزلني

تم نسخ الرابط