أبيه وهو تارة ينظر حوله وطورا يتشمم الأرض فأدرك أنه قد عثر عليه فغطى كل الآبار ولم يترك إلا واحدا ليس فيه ماء ولما عطش الكلب وجد كل الآبار مغطاة إلا واحدا ولما أطل داخله جاء سعد وراءه و قطع ذنبهثم دفعه بقوة فسقط في البئر وبدأ يعوي فرمى عليه الحجارة حتى غطاه وكان رجال السلطان يمشون خلف الكلب من بعيد وفجأة فقدوا أثره وفتشوا في كل مكان ولم يجدوه فبدأوا يسبون ويلعنون فضحكت عليهم الحدأة سليمة وقالت إسمعوا !!! المرة القادمة كلموا مولاكم يرسل بقرة سمينة أو ناقة لتصير عشائي عوضا عن ذلك الكلب النتن الرائحة .
ولما كان المساء قصد سعد القصر فوجد الحرس منتشرين في كل مكان وقد سدوا تلك الكوة بقضبان الحديد فأشعل عود حطب حملته سليمة في منقارها وألقته من أحد النوافذ فاشتعلت الڼار وعمت الفوضى وجرى الجميع بأسطل الماء فأخذ سعد سطلا وطلع يجري مع الجنود والخدم وكل من يراه يظنه خادما فلقد كان أبيض اللون جميل الهيئة ولما وصل إلى خزينة القصر أدخل مشبكا للشعر في القفل أخذه من أخته نوسة فانفتح الباب وبسرعة ملأ سطله بالذهب وخرج يجرى مع جملة الناس وترك في الكيس الفارغ ذنب الكلب ثم رجع إلى بيته بسلام وهو يضحك مع سليمة على الرغم من كثرة الحراس.
وفي الصباح لما سمع السلطان بسړقة ذهبه مرة ثانية إشتد غضبه وشاور العرافين فنصحوه بإرسال ساحرة عجوز إلى القرية التي اختفى قربها الكلب لتستطلع الأمر في تلك الناحية تنكرت العجوز في زي الغجر وبدأت تطوف بالبيوت وادعت أنها تقرأ الطالع و في الحقيقة كانت تفتح أذنيها لتعرف هل هناك من ظهر عليه فجأة الخير فأشار لها أحد الجيران إلى دار الصياد الذي صار له ماعز ودجاج وبنى بيتا جديدا عوضا عن الكوخ .أحست العجوز أن ذلك ليس كافيا فلقد سرق اللص ذهبا كثيرا يكفي لبناء قصر و عليها أن تتأكد بفراستها أن من سرق السلطان وقطع ذنب كلبه هو في تلك الدار ...
لما طرقت الساحرة الباب كان الولد في الخارج يلعب مع إخوته فاستقبلتها الأم وهي لا تدري من أمرها شيئا و أمسكت العجوز بكف المرأة وقالت لها أرى في الخطوط أنك كنت فقيرة الحال حتى ناب الله على زوجك بمال كثير فبنى لك هذه الدار الجديدة وأتى لك بكل هذا الخير !!! ثم صمتت هنيهة فصاحت المرأة أرجوك واصلي حديثك وقولي لي ماذا ترين أيضا !!! ثم أظهرت العجوز القلق وردت إسمعي سيحصل لكم مكروه إن لم ترجعوا الأمانة إلى أصحابها فما هي حتى أيام حتى يعلموا بأمركم ولن أقول لك ما الذي سيفعلونه بزوجك إبراهيم !!! فخاڤت امرأة الصياد كثيرا فكل ما سمعته صحيح إبتسمت العجوز لما شاهدت إرتباكها فاللص في هذه الدار و المؤكد أنه ليس زوجها وربما يكون أحد الصبيان الأشقياء فسألتها عن عيالها فقالت لي بنتو ثلاثة ذكور ومنذ أشهر استبنيت أنا وزوجي واحد آخر وجدناه ضائعا فلمعت عينا العجوز وسألتها أين هو الآن فنادت المرأة سعد ولما رأته الساحرة أدركت بفراستها أنه اللص فقد كان بادي الذكاء والفطنة أما الولد فتظاهر بالبراءة وقال نعم يا أمي !!! فأجابته إسمع يا إبني لو أخذت شيئا فأرجعه إلى أهله هل فهمت أجاب سعد نعم سأفعل ذلك قالت العجوز حسنا سأنصرف الآن فأعطتها المرأة خمسة دراهم أجرتها .
ولما همت بالإنصراف