لكن لماذا يسرق أجابت البنت لقد ماټ الآن ولن نعرف منه شيئا وطلبت من أبيها أن يفتح لها الخزينة لأنها تريد أن تفحصها فربما ترك اللص أثرا صغيرا.
و حين دخلت الأميرة كان كل شيئ مرتبا لكنها رأت أن ثقبا لا يزال ظاهرا على أحد الأكياس رغم خياطته فتعجبت كثيرا وسألت نفسها لماذا لم يفتح اللص الكيس فذلك أسهل له ثم أطلت من الكوة فلاحظت أنها صغيرة بعد ذلك نزلت إلى الحديقة ولم يكن صعبا عليها معرفة أن الجدار شاهق الإرتفاع ولا يمكن أن يتسلقه اللص إلا إذا إستعمل سلما وفي المرة الثانية هناك أيضا أمر غريب فكيف وصل عود الحطب إلى النافذة وأشعل الڼار في الغرفة أما في المرة الثالثة فلم يدخل القصر سوى عربة المؤونة ورغم ذلك سرقوا السلطان فقالت أنا متأكدة أن اللص إختفى فيها. ثم أرسلت في طلب الطباخ وسألته ألم يحصل لك شيئ غير معهود وأنت في طريقك إلى القصر أجابها لا شيئ يا مولاتي باستثناء حدأة وقحة أخرجت لي لسانها كما تفعل ابنتي ميمونة !!! قالت الأميرة وبعد ذلك رد الطباخ لقد جريت وراءها لأنتف ريشها لكنها هربت مني ضحكت الأميرة ثم صاحت الآن فهمت كيف دخل اللص للقصر فلقد احتالت الحدأة على الطباخ لتبعده عن العربة وفي تلك الأثناء إندس أحدهم فيها دون أن يفطن ذلك الأحمق ثم هذا يفسر الكيس المثقوب والڼار التي اشتعلت في القصر بعد أن دخل عود حطب من النافذة .
الآن صار كل شيء واضحا فهناك لص ومعه لصة هي الحدأة لم يبق عليها سوى أن تذهب للقرية التي عند الغابة وتسأل عن ولد له حدأة سوداء ثم تخبر أباها ليقبض عليهما ويسترجع ذهبه . في الغد تنكرت في هيئة فتاة فقيرة وأوصلها الحرس إلى تلك القرية ثم جلسوا في انتظارها دارت الأميرة في الأزقة حتى وصلت لدار فيها حديقة حميلة مليئة بالحيوانات وكان فيها الثعالب والأرانب والطيور الملونة التي تغني فقالت في نفسها لو كانت في القرية حدأة فلن تكون إلا هنا !!! ثم طرقت الباب فخرج لها سعد وأخبرته أنها جائعة وتريد أن تأكل فجاءت أمه وشوت لها دجاجة وأنضجت الخبز على الحطب كانت الأميرة تنوي الشړ حين دخلت للدار لكنها لما شمت رائحة الطعام ورأت الترحيب بها مدت يديها للصينية وأكلت مع سعد وكانت ترمقه بطرف عينها فرأت أنه وسيم وطيب القلب ورغم أنه لا يعرفها فإنه أتاها بكل ما عندهم من ثمار وحلوى وفجأة جاءت حدأة سوداء جميلة العينين وجلست في حضڼ الأميرة فقالت في نفسها إذا هذه اللصة !!! ثم مسحت على ريشها الناعم واستمتعت الحدأة سليمة بأناملها الرقيقة على رأسها.
لما أتموا الطعام أخذ سعد الأميرة للحديقة وقال لها في الماضي كان أبي يصيد الحيوانات ليبيعها لكن الآن أصبحنا نربيها ونبيع منها لديار الأغنياء وأيضا نطلق بعضها لترجع الغابة كما كانت عامرة بالجمال والحياة. كانت الأميرة تستمع في صمت وقد بدأ قلبها القاسې يلين وعوضا أن ترجع للحرس لتشي به جلست في تلك الحديقة تستمع لتغريد البلابل وبعد قليل تجمعت حولها الحيوانات الصغيرة أحست ميساء بسعادة لم تعرفها من قبل فكل شيئ هنا جميل ورائع والولد وأهله يعاملونها بحب وقلوبهم صافية ليس فيها حقد أو غدر ليس مثل القصر الذي تعيش فيه ولا أحد منهم يعلم أنها بنت السلطان ..
في المساء إنصرفت الفتاة ولما سألها