ناداها سعد وقال لها ما رأيك أن نقتسم ما في البئر وتكتمين كل ما عرفته من أمرنا !!! فرحت الساحرة وقالت في نفسها سآربح نصف الذهب ولن يمنعني ذلك من الوشاية به عند السلطان وآخذ مكافأة من عنده ثم سارت وراءه وهي تلتفت حولها حتى وصل إلى البئر الذي فيه الكلبثم قال لها إنه ليس عميقا سأنزل وآتيك بالذهب .إنتظرت العجوز ولما تأخر عليها إقتربت لتطل عليه فصاح سعد تعالي يا سليمة !!! عندنا ضيفة وفجأة سمعت الساحرة رفرفة طائر ورائها ولما دارت نقرتها الحدأة في عينها فسقطت تلك اللئيمة وسط البئر وټحطم وجههاثم تركها هناك و ذهب إلى القصر وانتظر حتى جاءت عربة المؤونة فتسلل داخلها ووجد زيرا مليئا بالعنب فأكل منه حتى شبع ثم إختفى وسطه وغطى رأسه ببعض العناقيد حتى لا يراه أحد .ولما دخل القصر خرج في الليل وسرق الذهب ثم رجع إلى عربة المؤونة وإختفى في زير فارغ وفي الفجر غادرت العربة إلى السوق كعادتها أما سعد فقفز منها ووجد الحدأة في إنتظاره ولما رأته ضحكت فلم تر أشد مكرا منه رغم سنه ولما وصل للقرية قال للساحرة عودي الآن لمولاك ثم أركبها بغلا أجرب ورجعت إلى القصر بكماء و عوراء وفي أسوء حال من الجرب .
وفي الصباح إكتشف السلطان سړقة الخزينة ولما وصلت الساحرة ورأى ما حصل لها جن جنونه ولم يقدر أحد على تهدئته ذلك اليوم لكن إبنته نور وهي فتاة عاقلة وذكية إقترحت عليه أن يخفي عنكبوتة سامة في أحد أكياس الذهب ويتركه مفتوحا ليكون طعما للسارق وكان أحد الحراس قد رأى الكيس وقال في نفسه لو أخذ قليلا من الذهبفلن يشكوا فيه لأن اللص يأتي دائما من خارج القصروفي الليل فتح الباب وأدخل يده فقرصته تلك العنكبوتة وقټلته .وفي الصباح وجدوه ملقى على الأرض وقال السلطان لقد خدعنا هذا الحارس وأكيد أن له شركاء وسنصل إليهم فأمر بتعليقه على شجرة في ساحة المدينةومنع أهله من البكاء عليه ودفنه قبل أن يعرف من معه .وحزنت زوجته عليه وحين سمع سعد بالحكاية ولم يعجبه ذلك الظلم فنزل للسوق واشترى حمارا حمله بالجوز وطلب من امرأة الحارس أن تقترب من زوجها ثم تسقط الجوزولما فعلت ذلك تناثر ما في الكيس وچثت المرأة على ركبتيها وبدأت تبكي وتصيح جوزي لقد ضاع جوزي والناس يظنون أنها تبكي على الثمار ثم تسلل الولد في الليل ولما غفى الحرس وضعه في عربة ودفنه وأخبر إمرأته بمكانه ..
لم تمنع لأميرة نفسها من إبداء إعجابها بذكاء اللص الذي دبر لهم المقالب وسخر من أهل القصر وأحست أنه يسرق ليس عن طمع بل اڼتقاما من ظلم السلطان وأصرت أن تعرف من هو فهي لا تطيق أن ينتصر عليهم واحد من الرعية وفي الصباح قالت لأبيها أن من سرقه ليس الحارس بل شخص ذكي للغاية ولا شك أنه يضحك علينا الآن !!! لكن السلطان رد عليها ويحك يا ميساء لماذا تريدين أن تفسدي علي فرحتي ولم يمض حتى يومين منذ قبضنا على اللص قالت له الأميرة لا تصنع لك وهما يا أبي كل الأدلة تقود إلى تلك القرية قرب الغابة وفي كل مرة تفشل ويأتي اللص لسرقتك كأني بذلك اللئيم يتحداك لتقبض عليه !!! إستوى أبوها في مقعده ورد عليها فعلا هذا صحيح فالحارس فيما أعلمه يسكن في المدينة وكل أهله منها