الحرس إن وجدت شيئا أخبرتهم أن اللص ليس من هذه القرية .كانت ميساء تحس بالتعب حين وصلت إلى القصرفدخلت غرفتها وأرادت النوم لكنها بقيت طول الليل ساهرة تفكر في ذلك الولد سعد فلقد أعجبها وأحست من هيئته أن له سرا فهو ليس كبقية القرويين والأكثر من ذلك فهو وسيم وضحكته دائما على وجهه وتساءلت هل هو الحب فلقد ذهبت إلى اللص لتأسره فأسر قلبها . بعد أيام لاحظت الملكة أن إبنتها كثيرة الشرود لدرجة أنها لا تنتبه لما حولها وحين تجلس للطعام تظل الملعقة في يدها دون أن تأكل شيئا فسألتها هل أنت مريضة أجابتها لا يا أمي!!! ولما سألت الطبيب قال لها إنها مكتئبة ويجب أن تروح عن نفسها قليلا فركبت الأميرة عربتها مع وصيفتها ياسمينة وطلبت من الحارس ان يقودها ناحية قرية سعد وبعد مسافة طويلة وصلوا. قالت ميساء للوصيفة إسمعي سأغير ملابسي معك !!! أرادت الفتاة أن تسألها أين ستذهب بمفردها لكن الأميرة طلبت منها أن يبقى الأمر سرا بينهما وألا تقلق عليها .
رأى الحارس الوصيفة متجهة للقرية فظن أن مولاتها أرسلتها لتشتري لها شيئا أما ميساء فضحكت لأنها تخلصت من ذلك الحارس البغيض الذي كلفته أمها بمراقبتها ومنعها من التجول وحدها حين وصلت الأميرة إلى باب الدار خرجت نوسة تجري وطلبت منها أن تجيئ للعب معها وجاء الصبيان للترحيب بها أما هي فأخذت تلتفت حولها لعلها ترى سعد أو الحدأة سليمة لكن أمه قالت لها أنه خرج للسوق مع أبيه ولن يتأخر في الرجوع بقيت الأميرة بصحبة الحيوانات وقد أعجبها بلبل أخضر اللون كان يأتي للأكل من يدها أما نوسة فحكت لها عن الرجال الذين يجمعون الضرائب وكيف أخذوا عنزتها وحتى دجاجات أمها لكن أخاها سعد اشترى لها عشرة عنزات وهم يخرجون للرعي وحدهم ويرجعون في المساء .مسحت الأميرة دمعة نزلت على خدها فقد حدثتها البنية عن كرم أخيها وكيف ساعد كثيرا من الجيران الذين سلبهم السلطان كل ما عندهم حتى الدقيق الذين يأكلونه .قالت الفتاة في نفسها لقد صدق إحساسي فلم يكن سعد يسرق عن طمع فقد كان يرد لأهل القرية ما يأخذه أبوها منهم ڠصبا وهذا ما لا تقبله نفسها لما جاء الولد ورآها جالسة في الحديقة فرح بها وأحست ميساء أنه يحبها ويشتاق إليها لكنها كانت مضطرة للذهاب ووعدته بالمجيئ مرة أخرى ثم جرت إلى العربة فوجدت الحارس يسب ويلعن فقالت له لم أجد الحلوى التي طلبتها مني مولاتي ولقد حفيت قدماي وأنا أدور من دكان إلى آخر.
لما رجعت الأميرة كانت تبدو أحسن حالا فقالت لها أمها أخرجي من حين لآخر إذا كان هذا يسليك أجابتها نعم يا أمي فإن رؤية المروج والغابات تجعلني أحس بالراحة هذا ما كان من أمر ميساء أما سعد فيجهل أنه يواجه مشكلة كبيرة فالساحرة التي أطلقها كانت تعرف سر الأعشاب فذهبت إلى الجبل وصنعت مراهم وأدوية وأخذت تعالج نفسها حتى شفيت من الجرب واندملت چراحها ورجع صفاء وجهها وقدرتها على الكلام لكنها ظلت عوراء فقالت في نفسها سأقبض على إبن الصياد وأفقأ عينه مثلما فعل بي ثم قصدت السلطان وطلبت رؤيته فأرسل عبدا ليسألها عن حاجتها فدفعته من أمامها ودخلت المجلس فخاف الرجل وقال إبتعدي عني فلا أريد أن أصاب بالجرب !!! أرته الساحرة يديها وقالت لا تقلق يا مولاي فسحري قوي وكما ترى فأنا أسمع وأتكلم