روايه ملاكي الجزء الرابع والاخير بقلم رحمة نبيل

موقع أيام نيوز


جهزوها منذ البارحة وانطلق للحارة حتى يشارك في تحضيرات زفاف ادهم مبتسما وهو يتذكر شراءه لمنزل في نفس الشارع الذي ستسكن به ابنته يمني نفسه بحياة سعيدة خالية من الهموم بعيدا عن ذلك المستنقع الذي كان يعيش به سابقا

خرج عبدالرحيم من شروده ليبتسم وهو يخبر نفسه ان كل شيء انتهى والان لا مكان للاحزان 
دخل ادهم الحارة بعدما فشل شاكر أن يمنعه ولكن بمجرد دخوله حتى لاحظ حركة غريبة في الحارة كلها فنظر لشاكر قائلا 

_هو فيه إيه يا شاكر 
لم يكد شاكر يتحدث حتى سمع صياح أحد الصبية الصغار يقول بصوت عالي 
_ العريس وصل يا عيال 
نظر ادهم لهم بتعجب ثم قال لشاكر 
_ انت خلاص نويت تتجوز على هاجر يا شاكر 
مد شاكر يده وضم هاجر وهو يقول بتذمر 
_ يا أخي بقى انت عارفها بتصدق اتجوز مين بس
تحدث ادهم بتعجب 
_أمال مين اللي هيتجوز 
فجأة وجد شباب الحارة يأتون إليه ويجذبونه ناحية العمارة وهو يحاول معرفة ماذا يحدث فوجد الشباب الثلاثة ينظرون له بتعجب وقال كريم 
_ ادهم ايه اللي جابك بدري كدة 
قال ادهم وهو ينظر حوله بدهشة 
_ هو فيه إيه 
قال فرج بضحكة عالية من الخارج 
_ ده فرحك يا ادهم مبارك ياحبيبي 
نظر شادي لفرج قائلا ببسمة 
_متشكرين يا فرج يا حبيبي 
قال سليم حتى لا يدع لادهم فرصة للتفكير 
_ يلا منك ليه خدوا ادهم لشقتي فوق بسرعة عشان يجهز 
ولم يكد ادهم يستفسر عما يحدث حتى وجد الجميع يسحبه 
فضحك الثلاث شباب على صړاخ ادهم المڤزوع منهم 
توقفت سيارة أليخاندرو والتي كانت على متنها هالي لتهبط سريعا بمجرد توقفها غير منتظرة هبوط أحد راكضة في الشارع سريعا تتمنى لو كانت تملك أجنحة حتى تصل اسرع لادهم علت دقات قلبها بمجرد ذكر اسمه هبطت دموعها وهي ترمق المكان حولها
كان كريم مازال يعلق فروع الإضاءة ليلمح بنظره من بعيد هالي تركض جهتهم ليبتسم ويتحرك بالسلم الذي يجلس أعلاه حتى وصل أمام شقة سليم والنافذة التي كان يحدث منها مريم سابقا لېصرخ بصوت عالي 
_ العروسة وصلت ياباشا
في الداخل كان ادهم يتذمر من هؤلاء الشباب الذي يجبرونه على كل شي بأمر من سليم بالطبع لكن فجأة اخترقت جملة قلبه جاعلة اياه يخفق بشدة حتى كاد يتوقف ليدفع الشباب بعيدا راكضا للنافذة وهو يصيح بصوت عالي 
_ بتقول ايه يا كريم ام فتحي جات
ابتسم كريم هازا رأسه 
_ ايوة شوفتها من على أول الحارة كانت بتجري و
لم يمنحه ادهم الفرصة لاكمال جملته حتى كان يركض لخارج الشقة كالمچنون ومنها للأسفل يتنفس پعنف يتذكر تلك اللحظات التي كانت بعيدة عنه فيها لا يصدق انها واخيرا عادت له


نظر كريم لشادي الذي يرتب الأمور في الأسفل ليصفر بصوت مرتفع وهو ينادي 


_ واد يا شادي ناولني الورد اللي عندك بسرعة
نظر شادي له بعدم فهم ثم نظر للورود التي تقبع أرضا حتى يتم بها تزيين المنصة الخاصة بالعروسين 
_ ليه! هتعمل بيها ايه عندك
صړخ به كريم وهو يلقيه بأحد الافرع 
_ اخلص يا تنح خلينا نلحق نعمل داخلة بوليوودي

رمقه شادي بعدم فهم ليجد سليم يركض للورود حاملا اياها ثم صعد للسلم ليسلمها لكريم وأخذ البعض وتحرك بها بينما أخذ كريم يتحرك بالسلم حتى اقترب من نقطة تلاقي هالي وادهم


وسليم الذي صعد للعمارة وتركز في أحد نوافذ الشقق بينما شادي في الأسفل لا يفهم شيء


كانت هالي تمسح دموعها وهي تركض حتى بدأت العمارة تتضح لها في الرؤية واخيرا اقترب لقاؤها بأدهم لكن فجأة توقفت في منتصف الطريق وهي ترى أدهم يركض لها توقفت مكانها تبكي بشدة ولم يمنحها ادهم فرصة تقدم خطوة اخرى حتى كان يلتقطها بين الحضانه پعنف شديد وهو يبكي بصوت عالي لم يخجل أن يبكي لأجلها ولم يخجل ان يعبر عن اشتياقه وحبه لها امام الجميع ضمھا بشده إليه لا يصدق أنها اضحت تسكن ذراعيه بعدما عانى غيابها


في ثواني وبغمزة من سليم كانت الورود تتساقط من أعلى عليهم في منظر بديع جدا والجميع خرج للنوافذ ليشاهد بينما تفاجئ ادهم مما يحدث ليبتعد عن هالي وقد استوعب الموقف ليضحك بخجل قليلا فتقترب منه هالي تهمس له من بين دموعها 


_ وحشتني اوي يا ادهم


نظر لها ادهم مجددا ليجذبها لاحضانه مجددا دون أن يتحكم في نفسه ثم أخذ يدور بها تحت زغاريد النساذ التي انطلقت و اولهم براءة التي صلحت بصوت عالي 


_ ادهم يا جامد


وعلى بعد خطوات كان يقف أليخاندرو مع احفاده يبتسم باتساع على ما يراه فاخيرا يمكنه أن يطمئن على حفيدته


تقدمت منه منهم لتقول ببسمة 


_ ودلوقتي بقى سيبلنا العروسة نجهزها وروح كمل انت


نظرت لهم هالي بعدم فهم اي عروسة تلك لتلاحظ الان كل ما يحدث حولها فترمق ادهم بتعجب وتساؤل ليبتسم لها 


_ هما أصروا يعملوا فرح والصراحة انا اكتر من موافق
ابتسمت هالي وشعرت بدموعها تتجمع مجددا لتشعر بالفتيات يجذبنها للأعلى بينما ادهم اتجه لعائلتها ليستقبلهم ثم يعود لتجهيز نفسه
_ يعني إيه ملناش دعوة ازاى يعمل فرحه واحنا ولا هنا
ابتسم كرم ساخرا من حديث ابنه 
_ ايه عايزه يعزمنا وينكد على نفسه في اجمل يوم في حياته
تشنجت ملامح وائل باستنكار 
_ هو احنا مش اهله برضو ازاى يبقى فرحه واحنا منعرفش أساسا بيه ومين دي اللي هيتجوزها
نهض كرم بحدة صارخا بابنه 


_ لا مش اهله يا وائل مش اهله بعد كل اللي احنا عملناه في ادهم مبقناش اهله اللي معاه دلوقتي وبيفرحوا ليه هما اهله واللي دايما قلبهم عليه وبيخافوا عليه هما اهله مش اللي دايما بيجرحوه فهمت


نهض وائل يصيح معترضا 


_ بس على الاقل كان يعمل حساب لينا يا بابا حتى يبلغنا من باب المجاملة


ابتسم كريم ينظر من النافذة 


_ حتى دي مبقاش لينا حق فيها انسى يا وائل ادهم انساه وعيش حياتك وسيبه هو يعيش حياته مع الناس اللي اختارهم


كاد وائل يعترض لېصرخ به كرم بحدة 


_ وائل اللي قولته يتسمع انت تنسى ادهم ده خالص فاهم ولو عرفت انك قربت منه من قريب أو بعيد هيبقى حسابك معايا ولغاية ما اتأكد بنفسي انك مش ناوي ليه على شړ تنسى انك ليك
 

تم نسخ الرابط