رواية آحببت العاصي بقلم آيه ناصر
هتف بصوت مسموع باسم أحدهم و
ماهر انت يا زفت
اسرع اليه احد الشباب ونظر اليه وهو يهتف بسرعه
أمرك يا جواد باشا
عوزك تخالي بالك من الولد والبنت واياك اياك تهمل فيهم
نظر الشاب لجواد ثم تنحنح بخفوت وقال باضطراب
البنت كنت بخلي باللي منها يا جواد باشا بس الولد إزاي بس اقدر اخلي باللي منه ده لسه طفل بيرضع
نظر إليه جواد بنظرات مريبة ثم هتف بقوه
أنا مالي اتصرف أنا جيبك و دفعلك فلوس عشان تخلي بالك منهم اتصرف
لا يعلم من أين آتي هذا الرجل بكل تلك القسۏة والجبروت فهؤلاء اطفال ماذا فعلوا له لو يعلم ماذا فعل هو ليرزقه الله
بطفل من صلبه لكان بقي طوال حياته يحمد ربه علي تلك النعمة نظر مرة آخري له وهتف بارتباك
طيب يا باشا انا عندي فكرة أوديهم لمراتي تأخذ بالها منهم
نظر إليه جواد بنظرات ثاقبه ثم قال
لاء هات مراتك هنا عشان أبقي مطمئن أكتر
اتسعت حدقتي عينه وهو يتظر لجواد پغضب ثم هتف
مراتي إزاي أجبها هنا يا باشا مش هينفع
لا هينفع هتقعد بالعيال في الاوضه اللي هناك دي ولو مينفعش أنت هتخليه ينفع
ثم نظر إلي ساعة يده وهم بالوقوف وهو يقول له بأمر لا يقبل المجادلة
مش هوصيك عليهم والكلب والكلبة اللي جوه دول تمنع عنهم الاكل والشرب أنت فاهم ثم تركه وذهب من أمامه أخذ يفكر بالأمر كيف له أن يأتي بها إلي هنا كيف له أن يعرضها لتلك الأخطار وهو من فعل كل هذا من أجلها من أجل أن يرها تبتسم بسعادة وهي تحمل أبن لهما حبيبته وزوجته التي كان سيفقدها ولكن من غيرها يستطيع أن يهتم بالصغيران فهو يشفق علي حالهم ولولا الحاجه والمزلة لكن له طريق أخر يسلكه بعد أن علم الحقيقة ولكن ماذا عساه أن يفعل الأن فهو لا حيلة له في الأمر ولا حول له ولا قوة فالأمر واجب ويجب عليه التنفيذ
في صباح يوم جديد كانت تجلس في حديقة المنزل مازالت لا تفهم شيء مما قاله آدم وماجد بالأمس هل حقا هي ما زالت زوجته كيف له ذلك وكل تلك السنوات تريد أن تعلم كل شيء لتستطيع أن ترتب أفكرها ولكن هل إن كانت زوجته أو لا هل ستعدل عن تلك الافكار المچنونة التي أخذت ترتب لها فهي الآن لابد أن تصل إلي ابنتها واليه بشتي الطرق ولكن هل سيسامحها آدم إن علم ما تود أن تفعل فهو لا يتحدث معها من بعد تلك الليلة فالجميع مشغول مع ذلك الضابط صديق عز الدين
ويجلسون لأوقات طويلة بداخل غرفت المكتب الخاصة بآدم ولا تعرف إلي ماذا وصلوا وفي هذه اللحظة تعال صوت هاتفها الخاص فنظرت إليه ثم نظرت حولها لتطمئن نفسها من خلو المكان ثم فأسرعت بالرد بنبرة باردة و
وبنبرة ماكرة استطاعت أن تميزها وهي تسمع
أيون يا عاصي لازم أشوفك وتكلم في حاجات كتير عرفتها ولازم تعرفيها
نظرت إلي الفضاء من حولها وهي تضم قبضة يديها پغضب وقالت
صعب يا جواد الفترة دي أنت عارف الوضع
أنا عرفت أخبار عن بنتك عرفت مين اللي خطڤها
صمت سكون اتساع ضربات قلبها و رعشه تسللت لأطرفها هل سيرد إليها ابنتها هل عدل عن خطته و لم تعطي اي رد علي كلماته ولم تستطيع حتي أن تفرض احتمالا واحد فكيف لملاك أن يتعقب اثار شيطان وجاهدت لكي تتكلم مرة أخرة ودموع عينيها تهبط بغزارة أه علي تلك الالام كل ذرة من كسدها توجعها وبأنفاس متقطعة هتفت
وباتزان كان الجواب
أيون يا عاصي الكلام مش هينفع في التلفون لازم اشوفك ايه رأيك نتقابل بليل عند السقية بعد العشاء
والرد كان بسرعة فائقة فلا داعي بالتمهل
ماشي هستناك هكون هناك
وضعت يدها علي قلبها وهي تشهق بتقطع تقسم ان كل هذا فوق طاقتها بكثير اخذت تجاهد لكي تستطيع أن تتنفس مجددا ولكنها استمعت إلي تلك التي تتحدث خلفها پغضب
أنا قولتلك بلاش تعملي حاجه الا أما ترجعيني بس أنت ماشيه من دماغك فكرة انها لعبة هتستني فين ومع مين
استدارت لها بسرعة وقالت بأنفاس متلاحقة
ده قالي أنه عرف أخبار عن بنتي يا قمر و هيقولي عليها بليل
نظرت لها قمر بنظرات متمهلة ثم اخذت تفكر بكثب وهتف بتمهل
أنا كدة لازم أرتب كل حاجه من جديد كدة في حاجة غلط أنت هتروحي بليل بس أنا هبقي معاك لازم أشوف اللي اسمة جواد دة
وبطريقة تلقائية اعتادت عليها أحاطت بطنها المنتفخ وكأنها تحمي طفلتها ونفسها واخذت تفكر وهي تبتعد عن عاصي
دلف جواد إلي منزلة وهو ينظر هنا وهناك يبحث